من مشايخ التكفير في السعوديةالتسويق لفكرة التكفير ولما يترتب عليها من سلوك وفعل مدمر لم يكن لينجح لولا دخوله مزايدات الفتاوى التي كانت تصاغ وفقا لرغبة الحكام والأنظمة ، وهي عادة تاريخية خية بدأتها حكومة بني أمية وشيدت لها مباني في الفقه باتت تشكل جزءا مهما من الفكر البشري ، لما للفقه من مدخلية مهمة في رسم خارطة الفعل البشري على أرض المجتمعات وواقعها اليومي المعاش.
ورغم أن التحدي الكبير اليوم هو مواجهة حالات الفقر والأمية والنهوض بمشاريع التنمية البشرية ، والتنافس في الانتاج المعرفي والثقافي والتكنولوجي والفكري على كافة الأصعدة بين الدول المتقدمة والتي دخلت في التنافس معها دولا مثل إيران والصين وباكستان والهند وغيرها من الدول التي كانت سابقا خارج دائرة التنافس الانتاجي والتنموي، إلا أن إصرار كثير من الأنظمة يدفع بالإرادات نحو التنافس ولكن في أصعدة أخرى توجه جلّ جهدها في إنتاج الموت وقتل الإنسان من خلال فتاوى التكفير والقتل ، ومواجهة العقل التنموي بالارهاب التكفيري .
فعلى سبيل المثال السعودية التي يتحالف فيها الحاكم مع الفقيه والقبيلة تجدها من أكثر الدول تصديرا لفتاوى التكفير وللمخزون البشري المنفذ لتلك الفتاوى على أراضي الدول التي تختلف سياسيا معها، في توظيف واضح للعبة السياسة وفكرة الدين في الثقافة الانسانية والاستفادة من المخزون البشري لا في التنمية وانما لتكون أدوات في تنفيذ خططها في معركة الوجود.
ولو توغلت قليلا في الداخل السعودي ستكتشف الكثير ، فمثلا نسب الانتحار المرتفعة والتي تعود أسبابها في الغالب للعامل الاقتصادي والقهر والكبت باسم الدين.
وستكتشف أيضا حجم الفساد المستشري بالدولة مع شبه غياب واضح للمشاريع الخدماتية للمواطنين ، والتي كشفت عنه موجة الأمطار الأخيرة وحجم الدمار الذي خلفته لغياب شبكات الصرف ، وضعف كثير من البنية الأساسية للمباني والتي بعضها شيد حديثا كمطار الدمام الدولي.
هذا ناهيك عن التمييز المذهبي وغياب الحريات الدينية والسياسية . ولو قارنا حجم المبالغ والدعم للجماعات التكفيرية التي تقدمها السعودية بدعوى حرية الشعوب وحجم المصروفات المدفوعة على عمليات التسليح بحجة التحصين ضد إيران، لاكتشفنا مدى الغبن الذي يعيشه المجتمع السعودي من جهة ، ومن جهة أخرى حجم ما يبذله هذا النظام في سبيل نشر ثقافة الارهاب التكفيري وإنتاج الموت في قبال ثقافة التنمية والاستثمار في الانسان وثقافة الحياة.
داعش التنظيم الأكثر رعبا الذي تديره السعوديةاليوم نحن بحاجة كشعوب في وعي فكرة الدين ونظم موضوع الفتوى ضمن الجسد الديني ، وبناء مشروع العقل ليأخذ موقعيته في هذا الجسد ويقوم بدوره الوظيفي في القراءة الدينية ،ودوره في التشخيص في اطار الفتوى ومساحات قدرته كمكلف على التمييز بين الفتاوى التعبدية وتلك التي يعود تشخيصها للمكلف نفسه ، كي نستطيع الحد تدريجيا من سلطة الفتوى المطلقة على العقل لدرجة تغييبه ، وبناء منظومة دينية متكاملة تكون الفتوى فيها جزء من كل متكامل .
اليوم نحتاج لتضافر العقول والجهد الفكري البشري للخروج من مستنقع التكفير وانتاج الموت ، إلى بستان المحبة والتعدد والتعايش وثقافة الاختلاف من خلال مرجعية قرآنية للتراث الروائي ، يعيد صياغة مفاهيم التكفير والجهاد والآخر المختلف عقديا ، وكثير من المفاهيم التي تنظم العلاقات في المجتمع الإنساني على أساس الرحمة والأخوة في الدين أو النظائر في الخلق ، أي الأخوة الإنسانية .
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر