اغتیل الشیخ علي قدوسي المدعي العام للثورة لاسلامیة علی اثر انفجار قنبلة في النیابة العامة في طهران في یوم الخامس من ايلول عام 1981.
ولد ایة الله علي قدوسي في عام 1927 في قضاء نهاوند في عائلة متدینة وتتلمذ والده الشیخ احمد قدوسي علی ید عدد من المراجع العظام مثل الشیخ کاظم خراساني –میرزا حبیب الله دشتي ومیرزا محمد حسن شیرازي
کان علي قدوسي الولد الثامن عشر واخر اولاد العائلة وتلقی تعلیمه في مرحلة طفولته علی ید والده .في ذلک الوقت تطورت اسالیب الدراسة التقلیدیة وتحولت الی نمط التعلیم الاوروبي الحدیث ولم یکن ذلک الامر شیئا عادیا بالنسبة لابن رجل دین معروف لإن العوائل المتدینة کانت تفضل تعلم ابنائهم وفق اسلوب التعلیم القدیم یعني التعلم في البیوت .وعلی حد قولهم لصون ابنائهم من الانحرافات الفکریة والاخلاقیة ولکن الشیخ علي حطم هذه العادة التقلیدیة و ذهب الی المدرسة واستطاع بنجاح وتفوق إ تمام دراسته الابتدائیة وأکمل دراسته حتی الصف الثالث الثانوي .
وفي هذه المرحلة قرر الذهاب الی قم لتلقي وتعلم الدروس الدینیة وهکذا دخل الحوزة العلمیة في عام 1942 وانشغل بدراسته للعلوم الدینیة وتعلم دروس السطوح العلیا علی ید ایة الله بروجردي والامام الخمیني کما تعلم درس الفلسفة والرئالیسم علی ید العلامة الطباطبائي .وبعد سنوات من الدراسة علی ید العلامة الطباطبائي لفت انتباه العلامة وبعد فترة تزوج بإبنة العلامة الطباطبائي نجمة سادات ووصل الشیخ قدوسي في عام 1962 الی درجة الاجتهاد وعمل کمدرس في الحوزة العلمیة في قم
وعندما بدأت نشاطات جمعیات فدائي الإسلام التحق بصفوف المناضلین وکان له نشاطات کثیرة معارضة لحزب التودة خلال فترة تحویل صناعة النفظ الی صناعة وطنیة بعد هزیمة النهضة الوطنیة وانتصار الانقلابیین في 19 آب 1953 .
واکمل دراسته للعلوم الدینیة حتی عام 1962 .
وبعد حدوث مسألة کابیتولاسیون في عام 1964 وکلمة الامام الخمیني التي القاها حول اعتراضه علی هذه المسألة مما أدی الی اعتقاله ونفیه .قامت جمعیة مدرسي حوزة قم الدینیة بنشر بیانات ومنشورات سریة تعترض فیها علی اعتقال الامام الخمیني ونفیه .وکانت الحکومة تعامل انصار الامام بقسوة مما دفع بعدد من طلاب الحوزة ومن ضمنهم الشیخ القدوسي بتشکیل جماعة سریة تتألف من مدرسین واساتذة الحوزة .وکانت تقیم هذه المجموعة اجتماعات بذریعة دراسة واصلاح امور الحوزة ولکنها في الحقیقة کانت تخطط للکفاح والنضال ضد حکومة الشاه وبالاضافة الی الشیخ القدوسي شارک عدد من العلماء المعروفین بهذه الجماعة .مثل ایة الله الخامنئي وایة الله رباني وایة الله منتظري .
و في عام 1965 قام السافاک بکشف هذه المجموعة وتم اعتقال کل علماء الدین الذین کانوا اعضاء في هذه الجماعة وسجنوا بسجن قزل قلعة وبعد عام في شهر مرداد افرج عن الشیخ القدوسي وتوجه للعمل في اعمال ثقافیة ونشاطات علی صعید اصلاح النظام التعلیمي في الحوزة .وتعتبر فترة تأسیس مدرسة حقاني من الفترات المزهرة في حیاة الشیخ قدوسي .حیث ساعد في تأسیس هذه المدرسة عدد من العلماء وکان للشهید ایة الله الدکتور بهشتي دورا کبیرا في تأسیس هذه المدرسة
ولم یقتصر دور هذه المدرسة علی التربیة والتعلیم والثقافة بل کان لها دورا فعالا ومهما في الحرکة السیاسیة بعد ثورة 5 يونيو 1963 ونفي الامام الخمیني.
وبعد انتصار الثورة الاسلامیة کان الشیخ قدوسي احد اعضاء اللجان النشطاء في لجنة استقبال الامام الخمیني وبعد مضي عدة شهور علی انتصار الثورة عانت محاکم الثورة من مشکلات عدة ومنها الفوضی مما دفع بعدد من المسؤولین لایجاد حلول سریعة لتهدئة الاوضاع
وبعد مضي 31 شهرا حضر ایة الله قدوسي في النیابة العامة وکان قد مضی علی استشهاد ابنه محمد حسین في عملیات هویزه 8 اشهر.
اغتیل الشیخ القدوسي في حادثة تفجیر النیابة العامة للثورة في تقاطع قصر طهران واعلنت مجاهدي خلق فیما بعد مسؤولیتها عن هذا الانفجار وعرف فیما بعد ان احد العاملین في النیابة العامة وکان له نفوذ قوي قام بوضع قنبلة تحت غرفة الشیخ القدوسي وبسرعة خرج من ذلک المکان.
وقام عدد کبیر من الناس بتشییع جثمان الشیخ القدوسي وتم دفنه في حرم السیدة معصومة.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر