ذکری اغتيال آية الله بهشتي علی يد مجاهدي خلق الارهابية
مهدي اصفهانيان الذي منذ عام 1969 كان ينشط في زمرة مجاهدي خلق في لجنتها المركزية بدء يعارض مسعود رجوي و منهجه عقب التغييرات الايدولوجية و التطورات التي اعقبت ذلك في المنظمة و في نهاية الامر انشق نهائيا عن المنظمة في عام 1988 .
بحسب تقرير صحيفة المشرق ان اصفهانيان الذي ساهم في تخطيط و تنفيذ الكثير من المخططات العدائية و الارهابية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من ضمنها تفجير مكتب حزب الجمهورية الاسلامية و عملية " فروغ جافيدان " الفاشلة ، بعد ان استقر في اوروبا صار ينقد استراتيجية الكفاح المسلح و يقوم بتنوير رفاقه القدامي من خلال تاليف الكتب و كتابة المقالات و اجراء حوارات مختلفة .
ان حادث تفجير مكتب حزب الجمهورية الاسلامية الذي وقع في 27 يونيو من عام 1981 كان من تخطيط و تنفيذ زمرة مسعود رجوي الارهابية الذي ادي الي مقتل 72 من مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و اصابة 28 اخرين و يعتبر هذا الحادث من اهم الاحداث التي وقعت في مطلع العقد الاول من انتصار الجمهورية الاسلامية الذي 32 عام عليها .
كان هذا الحزب من اهم التنظيمات الاسلامية التي تكونت بعد انتصار الجمهورية الاسلامية اذ كانت الخلية الاولي التي اسست هذا الحزب هم السيد الدكتور محمد حسين حسيني بهشتي ، ايت الله سيد علي الخامنئي ، ايت الله سيد عبد الكريم الموسوي الاردبيلي ، اكبر هاشمي رفسنجاني و الشهيد محمد جواد باهونار .
في مقابلة لشاهسفندي في خصوص تطورات ما بعد مايو 1981 تحدث عن خبايا و اسرار حول تفجير مكتب حزب الجمهورية الاسلامية و استشهاد امين عامه و جمع من الاعضاء الرئيسيين رغم ان رفاق الثورة تحدثوا كرارا حول هذا الموضوع لكن قد يكون حديث احد العناصر الرئيسية في هذه عملية التفجير المؤلمة ، جدير للقرائة :
* الانتقام من رفاق الثورة *
النموذج الابرز الذي يمكن وصفه بتلك الشخصية الذي سعت منظمة مجاهدي خلق اثناء المرحلة بما تسمي السياسية عرضته كوجه مرعب و غير مرغوب فيه هو ايت الله بهشتي في حين بعد ذلك فيا مذكرات اولئك الذين ما كانت المنظمة تشتبك معهم و كانوا با المناسبة ذو دور هام و فاعل نقرأ بان اثناء مقابلات رجوي و خياباني مع ايت الله بهشتي في اجتماعات هيئة الثورة طلب منه ( ايت الله بهشتي اثناء توليه منصب رئاسة المحكمة العليا ) ان يسمح بالقاء القبض عليهم اثناء خروجهم من هيئة الثورة و ان يقتلعوا رأس الفتنة لكنه كان دائما يعارض ذلك . . . . " . النموذج الثاني هو ايت الله مهدوي كني و انه سوائا اثناء مرحلة قبيل 19 يونيو 1981 او ما بعد ذلك كانت له معاملة لينة معهم . . . . كما يمكن لنا ذكر مساعي السيد رجائي لمنع اعدام سعادتي .
. . . قلنا بان المعركة المسلحة مع السلطة يطول ما بين ثلاث الي ستة اشهر . التطورات سريعة و متتالية الي درجة بحيث ما كنا من اعداد موجز للقضايا و تجميعها . و حتي اؤلئك الذين كان في داخلهم الشك و الترديد تجاه خط الكفاح المسلح كان الحماس و الشباب و ايضا الحقد ازاء . . . . . ( اعدام اعضاء المنظمة ) كان بقدر كبيربحيث عندما كانوا يشاهدون المشاهد كانت الموجة تجرفهم ، و اما كان حينها تجرفك الموجة لتذهب بك الي البعيد ام كنت تذهب معها الي مسافة بعيدة .
كانت الاجواء العامة في تلك الايام لمنظمة مجاهدي خلق هكذا من الاسفل الي الاعلي و حتي مستوي القيادة و الزعامة . . . لكن في تلك الايام و شهور من قبلها ما كان في الامكان تنظيم تجمهرات تنظيمية كبري . و علي مستوي الخلية المركزية و المكتب السياسي و الكوادر و المسؤولين ايضا كان غير ممكن عقد الاجتماعات . الاعضاء الرئيسيين الخمسة في المكتب السياسي اي ، مسعود رجوي ، موسي خياباني ، علي زركش ، مهدي ابريشمجي و عباس داوري كل منهما كان يتواجد في مكان . و با التطورات التي كانت تحصل بسرعة ايضا ما كانت هناك امكانية التواصل من خلال الهاتف بين هؤلاء الاعضاء في المكتب السياسي . حيث كانت هناك مخاوف من مراقبة خطوط الهواتف و لذلك كانت الاتصالات تتم من خلال المراسيل و لذلك كل زاوية من زوايا المنظمة كانت تعزف انغاما لوحدها .
باعتقادي ان مخطط تفجير ال "27 يونيو " و التفجيرات الاخري يمكن تحليلها باعتبارها " عمل انتقامي اعمي " يفتقر الي استراتيجية مدونة و محددة المعالم .!
كتب هاشمي رفسنجاني في الصفحة 536 و 537 من مذكراته حول حادث تفجير 27 يونيو بعنوان " العبور من الازمة " يقول : ان اعداء الثورة رغم كل الامكانيات التي كانت تحت تصرفهم اصيبوا بنوع من الضياع وفقدان البرمجة و ان الله جعلهم مربكين حيث فشلوا من استثمار الفاجعة . . . . و بدل التحرك ضمن سياق البرمجة و استراتيجية اصيبوا بانفعال و حركات منفعلة ... . . هم كانوا يملكون في مكتب رئاسة الوزراء ، بيت الامام ، محكمة الثورة ، مبني العدلية و مجلس الشوري الاسلامي و امكنة اخري الكثير من العناصر النفوذية و كانت لديهم عناصر انتحارية علي اهبة الاستعداد . . . . . و نظرا الي النقاط التي ذكرناها اذا كانت لهم خطة واضحة لكان بامكانهم من خلال العمليات الاجرامية المتواصلة عرقلة الامور و عرقلة التعادل لدي المسؤولين .
ما تبقي من العناصر المتبقية اجتمعوا في نفس اليوم في مكتب رئاسة الوزراء ، اي جنبا الي جنب مسعود كشميري عنصر المنظمة النفوذي في مكتب رئاسة الوزراء . و اذا كانوا علي خطة واضحة و جاهزة لاستطاعوا وقتها بتنفيذ تفجيرا اخر ان يكملوا فاجعة تفجير مكتب حزب الجمهورية الاسلامية و الاكثر فاجعة من ذلك بيت الامام . . . لكنهم لم يقوموا بذلك ليس لانهم ما ارداوا ذلك او كانت لهم حسابات فيه بل كان ذلك لانهم كانوا يفتقرون حينها الي اي محاسبات دقيقة و برامج صحيحة . . . . . " .
* اختراق مراكز النظام الحساسة *
بعد 19 يونيو و بدء الاعدامات في سجن ايفين عكفت منظمة مجاهدي خلق علي القيام بعمليات عسكرية عن طريق عناصرها النفوذية . يجدران اقول هنا بان من كانت له الخبرة القليلة مع القنابل و السلاح و الرمانات النارية ، كانت الصورة لديهم شاقة و صعبة . ومن وجهة نظرهم كان الجانب التاكتيكي و الفني اكثر لغزا من سائر الجوانب . في حين ان الجانب الفني و التكتيكي هو الجزء الابسط من العمل و الجانب المعلوماتي و امتلاك المعلومات و العناصر النفوذية و المضحية اهم الجوانب من العمل . . . . . احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 هو خير نموذج لذلك حيث خاطفي الطائرات قاموا بعمليتهم بواسطة السكاكين و الشفرات و في حقيقة الامر تنخلق قوة التي تحول الغير ممكن ممكنا .
. . . و اما با النسبة الي الحادث ( حادث تفجير حزب الجمهورية ) كان بهذا النحو ، شخص باسم محمد رضا كلاهي من اهالي طهران و طالب السنه اولي في فرع الكهرباء في جامعة العلوم و الصناعة كان من انصار منظمة مجاهدي خلق و بعد ذلك وفق توصيات المنظمة غير من مواقفه و اصبح من انصار حزب الجمهورية الاسلامية . بدء نشاطه في المرحلة الاولي كحارس في لجنة الثورة الاسلامية الواقعة في ساحة وليعصر في شارع باستور و من ثم دخل الي تنظيمات المكتب المركزي لحزب الجمهورية الاسلامية .
و نظرا الي تخصصه الفني و ايضا النظام و الدقة الذي كان يتمتع بها، سرعان ما اصبح محط الانظار و صار مسؤولا عن اقامة الاجتماعات و المؤتمرات في الحزب . با الاضافة الي مسؤوليته عن امن الصالة . و كان ينقل اخبار الحزب الداخلية من جملتها معلومات عن موعد عقد الاجتماعات الدورية للجنة المركزية و غيرها من برامج ديوان الحزب الي المنظمة .
عملية الاحد الدامية
كانت واحدة من الجلسات عقدت في مساء يوم الاحد 27 يونيو . كان الموضوع الرئيسي للنقاش كيفية مكافحة و احتواء الغلاء لكن تغير محور النقاش اثر ازاحة بني صدر قرر ان تتم مناقشة مرحلة ما بعد بني صدر . و طبعا السيد بهشتي باعتباره الشخصية الاولي في حزب الجمهورية الاسلامية الايرانية كان اول المتحدثين .
صارت قيادة المنظمة تعمل علي تدبير عملية تفجير . تم توجيه كلاهي بواسطة مسؤوله في قسم المعلومات في المنظمة و نوره عملياتيا و عقد معه عدة اجتماعات توجيهية . نظرا الي سهولة تنقله في الاجتماعات المهمة قرر له ان يقوم بوضع قنبلتان قويتان احداها في السلة بجانب المنصة و الثاني الي جانب العمود الرئيسي في الصالة .
كولاهي هو الذي كان يتولي اخبار الشخصيات بمواعيد الاجتماعات و كان سعيه ان يدعوا عددا كبيرا من الاشخاص لحضور في الاجتماع . انه كان متواجدا في الصالة لحد اللحظات الاخيرة و الهدف كان ترشيد عدد كبير الي الصالة و ايضا الاشراف علي المرحلة الاخيرة من المخطط ( تفجير الحزب ) طبعا كان عدد من عناصر المنظمة من قريب و من بعيد يراقبون الوضع بشكل مخفي للاطمئنان من امكانه القيام با العملية لوحده .
اغتيال ايت الله بكلمة سر " الله اكبر "
قيل بعدها بان مو سي خياباني من اجل الاطمئنان علي صمامات القنابل كان قد تفقد عدد كبير من الصمامات في داخل الحمام و بحسب رجوي كانت كلمة السر " الله اكبر " و موعد العملية كان راس الساعة التاسعة .
يوم قبل عملية التفجير اي في 26 يونيو حدث تفجيرا في مسجد اباذر . كانت القنبلة موضوعة في جهاز التسجيل الصوتي و حينماكان السيد الخامنئي يلقي بكلمته حدث التفجير و اسفر ذلك عن اصابته بجروح خاصتا من ناحية اليد اليمني . و قبيل ايام من هذا الحادث التفجير كان المرحوم تشمران استشهد في جبهة الحرب و تلك الايام كانت متزامنة مع يوم تابينه السابع . كانت هذه هي المعائير التي طرحت في المنظمة كعوامل مانعة .
مخاوف المنافقين من تحركات جماعة فرقان *
كان تفجير مسجد اباذر من صنع جماعة فرقان الذي كانت لم تنسق مع المنظمة و كانت المنظمة قلقة من ان اجتماع القادة و الاعضاء في حزب الجمهورية الاسلامية لم يعقد بعد حادث 26 يونيو لكن هذا االجتماع تم حيث كانت التنسيقات و المقدمات مكتملة لعقدها .
لكن في الاتصالات داخل المنظمة طرحت مزاعم ليست متطابقة مع الواقع . من جملتها ان مسعود رجوي كان معلنا عن استعداده بانه فيما اذا ووجهت الخطة با الفشل سيقوم حينها بعملية انتحارية و تفجير نفسه في القاعة و قيل بعدها بان علي زركش و موسي خياباني منعوه من ذلك . انا اعلن من هنا ان هذه الامور بعيدة كل البعد عن شخصية مسعود رجوي رغم ان هذه الاقوال تتناقل و تطرح خارج البلاد .
مؤشرات الانتصار في عملية *
اتذكر في ليلة العملية كنت انا و زوجتي " منصورة بيات " ، علي زركش " ( الشخص الثاني في زمرة مجاهدي خلق الارهابية الذي بعد اعتدائات الزمرة علي حدود البلاد و احتلالها لمدينة اسلام اباد في عام 1987 تم شموله با التصفيه داخل الزمرة ) ، عليرضا معدنجي ، احمد شادبختي و زوجته ، محمد علي جابر زاده الانصاري ، عدد اخر كنا متخفين في شقة واقعة في طابق الرابع و الخامس من مبني كان يقع في بداية طريق عباس اباد السريع . كان زركش قد اخبرعدد منا قبلها بتنفيذ مثل هذه العملية و كنا نحن نتنصت ارسالات اللاسلكية الصادرة من الجان الثورية و حرس الثورة الاسلمية . كان مقتل ( استشهاد ) ايت الله بهشتي مؤشرا لانتصار العملية و كان مقتله هو فقط مؤشرا لانتصارها .
وقع التفجير عند الساعة التاسعة مسائا . و لحظات قبيل التفجير خرجا من القاعة السادة رفسنجاني ، بهزاد نبوي ، و عسكر اولادي لمشغلتهم بامور . كان كولاهي موجودا في القاعة الي اللحظات الاخيرة و غادر القاعة قبيل التفجير . و بهذا النحو تم تنفيذ عملية تفجير 27 يونيو بواسطة متفجرات تمت مصادرتها من المعسكرات . و عمليات التنصت علي لاسكليات الحرس الثوري و اللجان الثورية اظهرت بانهم كانوا وراء ما اذا كان السيد بهشتي في عداء القتلي ( الشهداء ) ام لا و تبين فيما بعد . . . . بان الهدف الرئيسي من التفجير ( تفجير مكتب حزب الجمهورية الاسلامية ) هو السيد بهشتي و القنبلة كانت مخبئة تحت المنصة الذي القي بكلمته من خلفها . شدة التفجير و قدمة المبني ادي تسبب في انهيار السقف و تساقط الحطام . و معظم الخسائر كانت جراء هذا التساقط .
با الضبط بعد يوم 27 يونيو و وفق برنامج معد مسبقا و وفق التنسيقات التي عملت مع امين عام حزب الديمقراطي الكردستاني ( عبدالرحمن قاسملو ) توجهت انا و ثلاثة اشخاص اخرين باعتبارنا المؤسسين لاذاعة مجاهد الي مدينة مهاباد و محافظة كردستان بمرافقة عنصر ارسله الحزب . بعد شهر او شهرين ارسلت المنظمة شخصا للحماية منه الي كردستان لم تكن هويته واضحة للجميع لكنه لم يكن ذلك الشخص الا محمد رضا كولاهي .
قضاء العيش تحت مضلة الخوف و التهرب *
كان كولاهي لفترة يعمل في قسم الاذاعة في محافظة كردستان . و ما كان له عمل مثمر اذ نقله الي كردستان كان من اجل المحافظة عليه و مسح و اعداد اخبار مختلف الاذاعات كان من ضمن عمله هناك . قابلته بعد ذلك في بغداد مرارا . . . و اخر ما سمعت عنه بانه ايضا تغير من الناحية العقائدية و مبتعدا عن المنظمة او همش لكن ليس متاحا له العيش بحرية باعتباره متورطا في حادث 27 يونيو ( السابع من شهر تير ) و يقضي حياته بشكل مجهول لكن المهمة التي اوكلت اليه من قبل المنظمة اكمل دائرة العنف التي غطت المجتمع لعقد من الزمان . . . . وفق بيان اصدرتها منظمة مجاهدي خلق ( زمرة المنافقين ) بانها اغتالت ما يزيد عن 10 الاف من عناصر الجمهورية الاسلامية خلال ستة اشهر . .. . . ( 01)
المصدر : موقع عصر ايران الاخباري
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر