بعد مرور 33 عاما علی سفر الشهید آية الله هاشمي نجاد ومندوبین اخرین من حزب الجمهورية الاسلامية الی لیبیا اشار الدکتور جواد منصوري من خلال حواره معنا الی زوایا اخری تتعلق بهذا السفر وبالاخص وجهة نظر الشهید هاشمي نجاد حول دکتاتور لیبیا آنذاک.

یقول الدکتور منصوري حول کلام القذافي خلال لقائه العام بشأن الثورة الایرانیة و ردة فعل الشهید هاشمي نجادالشدیدة بأنه: نذکر لکم ما روی هذا الدبلوماسي عن هذا اللقاء في الذکری السنویة لاستشهاد الشهید هاشمي نجاد:

في صيف عام 1980 اتیحت لي وللشهید هاشمي نجاد الفرصة للسفر الی لیبیا کمندوبین عن حزب الجمهورية الاسلامية من اجل المشارکة في احتفال الذکری السنویة للثورة اللیبیة وکان القذافي قد دعی اشخاصا آخرین الی هذا الحفل. خلال سفرنا من طهران الی لیبیا وایضا خلال فترة اقامتنا في تلک الدولة اتیحت لي الفرصة للتحدث مع الشهید هاشمي نجاد حول امور عدیدة.

في الحفل السنوي للثورة اللیبیة وبعبارة اصح انقلاب لیبیا جلسنا في الاماکن المخصصة لنا. دخل القذافي الی القاعة وتصافح معنا وبعد المجاملات توجه الی المنصة لإلقاء کلمة حول هذه المناسبة. اشار القذافي خلال کلمته الی ان الثورة اللیبیة منشأ الثورات العظیمة منها ثورة ایران ومن اقواله الغریبة ایضا انه قال: ان الامبریالیة ترید ان تبید ثوراتنا في حین نحن نرید ان نوسع الثورة الاشتراکیة من لیبیا الی اندونیسیا حیث تتصل هذه الثورات کلها ببعضها البعض.

کما قال : في الفترة الاخیرة حصلت نزاعات واشتباکات حدودیة بین دولتي ایران وعراق في حین ان کلاهما من الثورات الوطنیة وضد الامبریالیة ورغم ذلک کان یمدح دولتي ایران والعراق.

اندهشنا من أسلوب تفکیره هذا. بعد عودتنا الی الفندق تناقشت مع الشهید هاشمي نجاد حول هذا الموضوع حیث قال: یجب ان نذهب للتحدث مع القذافي ونقول له انه مخطئ نحن لانرید الصراع مع العراق وانت في الوقت الحالي تدعوننا الی الهدوء والمساومة، صدام هومن یثیر الفوضی في المنطقة ویفجر خطوط انابیب النفظ وینشر صوره في خوزستان، یتحدث عن جماهير العرب ولدیه نشاطات ضدنا في کردستان.

تصورت انهم لن یسمحوا لنا بمقابلة القذافي او اذا حصل هذا اللقاء لن یترکوا لنا مجالا للتحدث وعندما طلبنا من المسؤولین اللقاء مع القذافي في الیوم التالي قریب الظهر اتی مسؤول في الامور البروتوکولیة الی الفندق وقال : لقد وافق العقید علی لقائکم. رکبنا الباص وذهبنا الی الخیمة التي کان يتواجد فیها القذافي. بدأ الشهید هاشمي نجاد بالکلام وقال: ان صدام یسعی الی فصل خوزستان وکردستان ویعمل دائما علی التحریض ضد ایران ونحن لن نهدف الصراع مع العراق.

ثورتنا حدیثة وقررنا تنظیم اوضاعنا الداخلیة في حین انک تطرح هکذا مواضیع في کلمتک. هدفنا من المجئ الی هنا ان ننبهکم الی اخطائکم.

تأمل القذافي لحظة وبعد مدحه لایران وحزب الجمهورية الاسلامية قال: ارید ان اقول لکم شیئا بشرط ان لا تقولوا لاحد عن هذا الموضوع ثم تابع : صدام شخص صهیوني ولقد کلف بتدمیر المنطقة من اجل بقاء اسرائیل وهو لایحارب فقط ایران لذلک لیس بمصلحتکم النزاع معه.

اذهبوا وتفاهموا معه باي طریقة تستطیعون. استغربنا من کلام القذافي تناقشت من جديد مع الشهید هاشمي نجاد في الفندق حول اراءه.

اشار الشهید هاشمي نجاد الی نقطة هامة وقال: ارید ان اقول لک امرا ربما لایتقبله الا القلیل من الناس مثلما قال القذافي ان صدام شخص صهیوني انا اقول ان القذافي شخص صهیوني ایضا !

سألت لماذا؟ قال: لأن القذافي لدیه مهمة جمع کل العالم الاسلامي حوله بإسم الثورة وفي النهایة یقدمه لإسرائیل. هذا الکلام کان عجیبا لي لا اعرف کیف توصل الی هذه النقطة .

بعد مضي عدة سنوات علی هذه الحادثة وفي عام 1986عندما احتدم الصراع مع صدام قال القذافي مرة لاحد مسؤولینا: صحیح انني متضایق من صدام وادعمکم ضده لکن لااسمح ان یسقط صدام بأیدیکم. بعد مرور سنوات فهمنا من خلال الادلة ان القذافي کان یقدم جمیع المعلومات حول العالم الاسلامي الی اسرائیل تحت غطاء الشعارات الثوریة .

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات