مذکرات أحد المجاهدين المشارکين في عملية مرصاد
سمعنا ان مجاهدي خلق(منافقي خلق) وصلوا حتی منطقة جهارزبر و بعض وحدات قوات حرس الثورة (قوات فيلق بدر و المجاهدون العراقيون) وقفوا امامهم و تصدوا لتقدمهم نحو ماهيدشت و کرمانشاه.
في الرابع والعشرين من يوليو عام 1988 ذهبت مع حسن اجاقي من کرمانشاه إلی کيلانغرب حتی نلتحق بقوات لواء مسلم بن عقيل. قضينا ليلتنا في مقر اللواء. في منتصف الليل اخبرنا الحاج يحيی قياسوند قائد ارکان لواء مسلم ان مدينة اسلام آباد سقطت علی يد العدو. استغربنا کثيرا. لأننا ترکنا اسلام آباد بإتجاه کيلانغرب في الرابعة أو الخامسة عصرا ً. لم نصدق الخبر. اما بعد ساعتين وصل أحد المجاهدين و أکد علی صحة الموضوع.
بدأ منافقي خلق هجومهم في صباح يوم الرابع و العشرين من يوليو 1988 بدعم من مدفعية العراق و طائراته الحربية - التي واعدتهم بدعمهم حتی مدينة کرمانشاه – و دخلوا الحدود الايرانية و بعد احتلال عدد من المدن الحدودية، احتلوا مدينة کرند الغربية مساء ذات اليوم، ثم ترکوا نحو اسلام آباد و دخلوا المدينة في الثامنة أو الثامنة و النصف مساءا و وصلوا اعتاب حسن آباد في العاشرة مساءا.
الساعة کانت واحدة بعد منتصف الليل. عبرنا مرتفعات " قلاجه " بالاتفاق مع حاج يحيی قياسوند و عدد من الشباب و ذهبنا إلی مقر لواء مسلم. جمعنا 50 أو 60 من الشباب الحاضرين في المقر و من ضمنهم قوات الدعم و الحرس. قصدنا کان الدخول إلی اسلام آباد غرب عن طريق " زواره کوه ". في السابعة أو الثامنة صباحا نظمنا القوات و تقدمنا نحو المرتفعات. انا و عدد من القوات تحرکنا ماشيا ً. تأذيت کثيرا و اصابني ألما ً شديدا ً في رجلي. کنا نعتقد ان عددهم قليل لکن عندما وصلنا إلی المرتفعات المشرفة علی مدينة اسلام آبادغرب شاهدنا تموضعهم القوي وتقدمهم بکافة الامکانيات و العتاد.
لجأنا إلی اطراف الطريق. بعد عملية استطلاع عرفنا انه ليس بإستطاعتنا القتال معهم بسبب قلة العدد. التحق عدد آخر من الشباب الينا. حاج کاظم شاه رضايي، حاج جليل کرم، غلام زيد و سيد جواد حسيني نسب الذين کانوا من قوات وزارة الحرس. اصيب حاج يحيی قياسوند من ناحية الرجل. وضعناه داخل سيارة تيوتا و نقلناه إلی الصفوف الخلفية. في منتصف الظهر من يوم الخامس و العشرين ذهبت لأحضار قوات لمساندتنا. طريق کيلانغرب – کرمانشاه کان مغلقا و لو کنت اريد الذهاب عن طريق جسر سيمره نحو مرتفعات کوه سفيد کان ذلك يأخذ نحو 8 أو 9 ساعات من الوقت.
رکبت السيارة حتی اجلب المساعدة و الدعم. وصلنا إلی طريق " کواور ". عدد من قوات لواء النبي الاکرم (ص) کانوا مستقرين هناك. اخبرتهم بالموضوع و شرحت لهم الاوضاع. عرفت انهم کانوا علی علم بالموضوع إلی حد ما.
کنت اريد البقاء و مشارکتهم في العملية لکن طلبوا مني الذهاب نحو کرمانشاه و إخبار باقي الوحدات. تحرکت مع أحد الشباب إلی کرمانشاه و عن طريق سيمره و مرتفعات سفيذ کوه بسيارة تيوتا. في السابعة أو الثامنة مساءا من اليوم نفسه وصلنا کرمانشاه. المدطنة کانت فارغة تماما من السکان. عرفنا ان منافقي خلق تقدموا نحو " جهارزبر " و بعض وحدات حرس الثورة (قوات فيلق بدر و المجاهدون العراقيون) تصدوا لهم و هزموهم في الوصول إلی ماهيدشت و کرمانشاه. قضينا تلك الليلة في کرمانشاه.
تحولت کرمانشاه إلی مدينة عسکرية بالکامل و انتخب اللواء وحيدي القائد العسکري للمحافظة. معظم قيادات حرس الثورة وصلوا کرمانشاه. في ذلك الوقت کنت من ضمن قوات التعبئة في کرمانشاه و تم تکليفي للذهاب إلی منطقة جوانرد بالاتفاق مع اسفنديار و سريتين.
وصلنا مسائ الخامس و العشرين من يوليو إلی هناك. شاهدنا معبرا و قالوا لنا من المحتمل مرور عناصر منافقي خلق من تلك النقطة. قضينا فترة هناك دون جدوی.
قلت للمشرف علی المعبر لن ابقی هناك. اجابني: لا. من الافضل ان تبقوا هنا. لأننا مکلفون بالحفاظ علی المعبر. رفضت و قلت لا ارغب بالحضور هناك و عدت إلی کرمانشاه. کان السادس و العشرين من يوليو. الهدف کان نقل قوات لواء النبي الاکرم (ص) إلی مضيق مرصاد.
قررت الذهاب إلی حسن آباد مع احد الاصدقاء عن طريق مضيق مرصاد. حسب تحليل القيادات العسکرية، النقطة الوحيدة التي منا نستطيع تحميل الهزيمة إلی صفوص منافقي خلق کان مضيق جهارزبر الذي سمي فيمابعد بمضيق مرصاد. في هذه العملية قواتنا الجوية استطاعت تحميل اکبر هزيمة إلی عناصر منافقي خلق. عناصر زمرة خلق کانوا مسيطرين علی کل الطريق و الويتهم و وحداتهم کانت منتشرة علی اطراف الطريق.
عملية مرصاد بدأت في الحادية عشر مساءا من يوم 26 يوليو عام 1988 بمشارکة مقر النجف، مقر رمضان، وحدات فيلق 57، فيلق 9، فيلق 65، فيلق 55، فيلق علي بن ابيطالب، فيلق 23، فيلق 27، فيلق 5 نصر، و لواء مسلم بن عقيل (ع) و استطعنا اصطيادهم من ثلاثة محاور رئيسة و محور فرعي و انجاز العملية بنجاح.
هذه المحاور الثلاثة کانت محور طريق ماهيدشت إلی حسن آباد، تقاطع ملاوي إلی اسلام اباد من القاطع الجنوبي، مرتفعات زواره کوه إلی اسلام آباد و المحور الفرعي هو مرتفعات کرند. انهزموا منافقي خلق و قتل 1800 و جرح 900 منهم و استطاعوا نقل عدد من جرحاهم إلی الوراء.
الکثير من عناصر منافقي خلق کانوا تائهين بين الجبال لمدة اسبوعين إلی عشرين يوما تم اعتقال 100 إلی 150 منهم علی يد الاهالي و القوات العسکرية خلال عمليات استطلاع منظمة. بعد ذلك اتجهنا نحو طريق حسن آباد علی شکل ارتال عسکرية. قبل الوصول إلی حسن آباد کان بناءا مهجورا و غير مکتمل، اختفي فيه 18 من عناصر زمرة خلق. تعرضت قوافلنا العسکرية إلی عمليات قنص دون ان نعرف المصدر و السببو أحد الشباب عرف الموضوع و قال: أنا متأکد ان ذلك البناء المهجور هو مصدر اطلاق النار.
حاصرنا المبنی مع 5 أو 6 من قواتنا النخبة. ثم هاجمنا المبنی و دخلنا فيه. قتل و اصيب عدد منهم خلال الاشتباکات و انتحر عدد آخر بواسطة استعمال حبوب السيانور.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر