مترجم رجوي يكشف عن خدعة إعلامية غير مسبوقة بتلفيق البيانات الصحفية الفارسية بأسماء وتواقيع العراقيين !
بقلم علي حسين نجاد مترجم رجوي السابق - على مدى اكثر من 20 سنة مارست عملي كمترجم للغة العربية ولمعظم كتب وجرائد وبيانات ورسائل ومواقع جماعة خلق إلی العربية في مختلف معسكرات هذه الزمرة بالعراق في قسم العلاقات الخارجية (تخص الشؤون المتعلقة بالعراق) وبسبب سجل عملي لكل هذه السنوات في الجماعة كمترجم أقدم كنت شاهدا عن قرب بعد سقوط النظام الصدامي علی التدخل المنظم والمستمر لعصابة رجوي في شؤون العراق حیث كنت شاهد عیان علی إعداد وترجمة الكثير من البيانات والرسائل والكلمات وحتى المقابلات الملفقة والمزيفة من الفارسية إلی العربیة بأسماء مواطنين عراقيين وشيوخ عشائر وشخصيات وجماعات عراقية وعربية وجمعيات وروابط ومنظمات وهمية وحتى ادعاءات التواقيع المليونية التي لا اساس لها من الصحة وملء استمارات بآلاف التواقيع مقابل دنانير من قبل مأجورين ومرتزقة عراقيين والمحاولات لتأجیج الخلافات القومية والدينية في العراق وتوسيع رقعة الخلافات بين الاحزاب والتيارات السياسية العراقية وخاصة في محافظة ديالى للترويج لتحويل هذه المحافظة إلی إقلیم ، وبذل الجهود وبل فرض الضغوط علی قيادات قائمة العراقیة لمنعهم من المشاركة في الحكومة وفي البرلمان ثم الجهود والتعبئة للاطاحة بالحكومة العراقية وهي الجهود التي باءت جميعها بالفشل!، وتشكيل غرفة عمليات عند الانتخابات في العراق للتأثير على نتائجها وفي مناسبات اخرى.
والجماعة تعرف جيدا أنه ورغم دعوتها الظاهرية لن تقوم أية جهة دولية ومحايدة بالاطلاع علی هذه الاستمارات . كان المدعو عباس داوري نائب رئيس قسم العلاقات الخارجية (قسم شؤون العراق) في جماعة خلق والذي هو الرئيس الحقيقي والفعلي لهذا القسم لكون المدعوة معصومة ملك محمدي رئيسة واجهة في الحقيقة هو الذي كان يكتب البيانات باسم العراقيين باللغة الفارسية وكان يعطيها لي لترجمتها إلی العربية وكان عدد الموقعين محددا حتی قبل ترجمتها إلی العربية فما بالك بالتوزيع لجمع التواقيع!!.
مثلا كان يكتب علی مستند النص الأصلي للبيان باللغة الفارسية: «بيانيه 3 ميليون» أو «بيانيه 5 ميليون» أو «بيانيه 3 ميليون شيعه» أو «بيانيه 450000 از أهالي ديالى» أو « بيانيه 500 هزار [ألف] از أهالي ديالى» ثم كانوا يعطون لكل عميل 10 آلاف دينار ليأتي بـ 10 آلاف توقيع وهو كان يجمع أبناءه وأقاربه في منزله ليملئوا استمارات التواقيع بتواقيع متماثلة ومزورة دون اسم أو عنوان ثم كان العميل يسلم الاستمارات إلی أفراد الجماعة في معسكر أشرف. وبعد ذلك كان إعلان البيان يتم في احتفالية بمناسبة تخص الجماعة وغالبا في 17 إلی 20 حزيران ذكری هجوم الشرطة الفرنسية علی مقر مريم رجوي في باريس واعتقالها واعتقال مساعدين لها وذكری بدء الجماعة «كفاحها المسلح» في إيران عام 1981 ضد الحكومة الإيرانية ! أي مناسبات لا صلة ولا شأن فيها للعراقيين لا من بعيد ولا من قريب!! ولا هدف من ذلك إلا الإيحاء للإیرانيين خاصة في الخارج بأن المواطنين العراقيين والشخصيات العراقية يحترمون مناسبات الجماعة فبذلك يعترفون بها كبديل للنظام الحالي!! كما وفي هذه المناسبات كنا نشهد أن المشاركين العراقيين لم يكونوا يتجاوزون 100 ونحن سكان أشرف كنا نملأ بقية مقاعد القاعة ثم كانوا يصورون الجمهور الحاضر ويبثون الصور والشريط الفدیوي عبر قناتهم معلنين أن 10 آلاف من العراقيين شاركوا في مؤتمر عقد في أشرف دعما لسكان المخيم وطلبا لبقاء جماعة خلق في العراق وعدم نقلهم من أشرف!! ثم كانوا يوزعون لافتات بالعربية علی العراقيين بعبارات خاطئة ومصنوعة ومكتوبة علی أیدي أفراد الجماعة تناشد إبقاء جماعة خلق في أشرف وفي العراق وكتب علی كل لافتة اسم محافظة من محافظات العراق ثم كانوا ينظمونهم في صفوف يتقدم مواطن عراقي كلا منها يحمل اسم إحدی المحافظات العراقية والآخرون الواقفون خلفه يحمل كل منهم إضبارة أعطاها لهم مسؤولون في الجماعة كأنها مليئة بتواقيع أهالي تلك المحافظة (زیفا وبهتانا وهي تواقيع مزورة) ليصطفوا أمام قادة جماعة خلق ويقدموهم تلك الإضبارات وأحيانا يقدموهم لوحة مزخرفة وملونة كتب فیها نص البيان المزور باسم العراقيين ومصنوعة علی أيدي أفراد الجماعة بالإضافة إلی هدایا ثمينة من السجاد أو العباءة أو قطع أقمشة كأنها من العلم الحسيني في كربلاء أو غطاء أضرحة الأئمة في العراق كلها مزورة ومصنوعة أو كتب تتضمن أسماء جماعات وشخصيات عراقية موهومة موقعة لبيانات الجماعة باسم العراقيين كان قد تم طبعها في مطبعة الجماعة في أشرف موحين كأنها طبعت من قبل العراقيين!! وكذلك نصوص لكلمات وخطب مضحكة مترجمة من الفارسية إلی العربية بأدبيات وخطابات إيرانية وخاصة لجماعة خلق كانت تعطی لشخصيات عراقية عميلة لهم لتقرأها أمام الحفل!! وهي كانت تدعو إلی إبقاء الجماعة في العراق ودعمها بأنها ضیف علی العراقيين وجزء من عشائرهم!! كما كانت هذه الخطابات المصنعة تدعو إلی بقاء المحتلين الأميركان في العراق!! وكل ذلك في عرض مثير للسخرية ومهين لكرامة العراق والعراقيين يتم تصويره الفيديوي للعرض في قناة الجماعة الفضائية والإرسال بنصوص إخبارية ملفقة مترجمة من الفارسية عبر الإنترنت إلی وسائل الإعلام ومنها قنوات التلفزة الفضائية خاصة قنوات عراقية وعربية!!. وكل هذا السيناريو هو نسخة من العروض نفسها التي تجري في أوربا وأميركا أيضا من قبل تنظيمات وفروع الجماعة هناك بصرف أموال طائلة كما في العراق علی شراء الذمم وتوظيف شخصيات أوربية وأميركية لإلقاء كلمات مصنعة ومعدة مسبقا من قبل قيادات الجماعة هناك.
نعم، هذه غایة الإهانة والاستحقار للعراقيين وأبناء الشعوب الأخری والمساس بكرامتهم واستخفاف ذكائهم خاصة أنه وفي ما يتعلق بالعراقيين كنت شاهدا علی إجراء مسرحيات في مقرات الجماعة بعد العودة من تلك المؤتمرات يسخرون فيها من العرب والعراقيين بلبس الدشداشة والعقال!! اقتداء بزعيمهم مسعود رجوي الذي يسخر في كل جلساته الداخلية والسرية من العرب ويستهزئهم ويصفهم بالوحوش!!.
ثم كان قسم العلاقات یرسل البيان إلی بعض الصحف العراقية لنشرها كإعلان مدفوع الثمن مقدم من قبل جماعة عراقية مختلقة وهمية لا وجود لها وذلك بدفع مبالغ باهظة لكل صحيفة عبر الإنترنت من خارج العراق ثم كان قسم الإعلام يبث هذا الإعلان للمرة العاشرة! في تلفزيون الجماعة وهذه المرة عن لسان صحيفة فلان بأنها من «أصداء البيان الإعلامي الواسع»!! كأن الصحیفة نفسها نشرت طوعا هذا البيان من أجل سواد عين مريم رجوي!!..
هذا وبعد أن نشرت الجماعة قبل سنوات بيانات ملفقة وقعها حسب زعمها تارة قرابة 3 ملايين و تارة أكثر من 5 ملايين من العراقيين وتارة 450 ألفا من أهالي محافطة ديالی فقط!! طالبوا فیها «العراقيين» ببقاء أفراد الجماعة في العراق وفي معسكر أشرف كونهم ضيوفا علی العراقيين!! فوجئنا بكون جماعة خلق في الآونة الأخيرة قد أصدرت بیانا من الواضح أنه مترجم من الفارسية وادعت أنه بیان أكثر من 120 ألفا من أبناء الشعب العراقي (ناهيك عن أن عنوانه أنث الشعب بنعت العراقية ودون أن توضح لماذا تقلص عدد الموقعين هذه المرة وأين ذهب أولئك الملايين؟!!) أوردت فيه كل ما تصور وحسب أنه يثير شفقة العراقيين ویخدع البرلمانيين ورجال الدولة والمثقفين والصحفيين العراقيين والعرب استخفافا لذكائهم وشحنا للأجواء في العراق والبلدان العربية لصالح الجماعة وأهدافها ومخططاتها فعلی سبیل المثال اعتبر نقل سكان أشرف إلی ليبرتي «تهجیرا قسریا یجب وقفه فورا»!! فكل عاقل حكيم يتساءل هنا كيف أصبح أبناء الشعب العراقي «ملكيين أكثر من الملك» كما يقول المثل العربي؟؟ حيث عندما لا يتم نقل كل وجبة من سكان معسكر أشرف إلی مخيم الحرية (ليبرتي) إلا بعد موافقة قادة المعسكر من كبار قیادات الجماعة خلال جلسات عدیدة للتفاوض مع ممثلي الحكومة العراقیة والأمم المتحدة فكیف یقول «العراقيون» حسب زعم الجماعة إن النقل يتم قسريا أو هو تهجير قسري ؟! ولماذا يطلب هؤلاء «العراقيون» وقف عمليات النقل ولا يطلبون إعادة المنقولين إلی أشرف إذا كانوا داعمین ومساندین للجماعة؟! السبب يكمن في أن جماعة خلق تحاول الاحتفاظ بمعسكر أشرف كورقة لابتزاز الحكومة العراقية وحماية قياداتها من القبض عليهم كما أكد ذلك شخص مسعود رجوي في اجتماع في أشرف عقده لنا قبل توجه وجبتنا (الوجبة الرابعة) إلی مخيم الحرية قبل خمسة أشهر حيث قال لنا ما أترجمه حرفيا: «لقد تم استنساخ أشرف بنسختين إحداهما كإقليم مستقل منذ عقدین من الزمن في محافظة ديالی التي أعلنت مؤخرا كونها إقليما وثانيتهما في منطقة آمنة ببغداد .
ولهذا السبب بدأت قيادات الجماعة تصدر بيانات مزورة باسم العراقيين تطالب فیها بتكريس الوضع الحالي بوقف عملیات النقل.
وتطالب الجماعة علی لسان العراقيين بإعلان مخيم الحرية مخيما للاجئين تحت رعاية الأمم المتحدة. من الواضح والمعروف لدی الجمیع أن الدول هي التي تمنح حق اللجوء للأجانب ولیست الأمم المتحدة، كما إن كل الأرقام الواردة في البيان مختلقة تماما ولذلك لا ینشرون أبدا الأسماء و التواقیع. وفي الحالات المماثلة التي سبقت ذلك كنت شاهدا علی اختلاقها من قبل المسؤولین في قسم العلاقات الخارجية (فرع العلاقات الاجتماعية والعشائرية) و عند ما كنت أسأل بماذا سنرد علی من سأل عن وثيقة تثبت هذه الأرقام وكيف ستنشر الصحف ووسائل الإعلام هذه الأرقام بدون التواقيع والأسماء الواضحة كوثيقة ؟ كانوا یجيبون بأنه «كن متأكدا وواثقا بأن أيا من الصحف ووسائل الإعلام وأيا من السياسيين الذین نرسل لهم هذه البيانات لا یسألوننا عن الوثيقة أو الأسماء والتواقیع لأنهم يثقون بكلامنا ولن يقوموا بالتحقيق حول صحة هذه البيانات فكل ما نعطيهم ينشرونها دون تحقيق أو سؤال»، كل ذلك يضاف إلی كون أسماء المنظمات والجمعيات مختلقة ووهمية تماما ولا يمكن لأحد أن يجد بيانا واحدا من هذه المنظمات والجمعيات الوهمية حول موضوع غیر مواضيع ومطالب الجماعة. فعلی سبيل المثال إنهم أوردوا في هذا البیان اسم «الحركة العراقية الوطنية بزعامة الدكتور صالح المطلك» فيما لا توجد إطلاقا حركة في العراق بهذا الاسم ولم يصدر بهذا الاسم أي بيان حول القضايا العراقية فإن الحركة التي يتزعمها الدكتور صالح المطلك هي الجبهة العراقية للحوار الوطني أو باختصار جبهة الحوار الوطني، أما مجموعة التنظيمات والكيانات التي كونت القائمة العراقية فأطلقت عليها الحركة الوطنية العراقية ولیست الحركة العراقية الوطنية وهي بزعامة الدكتور إیاد علاوی وبأمانة الدكتور صالح المطلك، وعندما كان المدعو «حسين مدني» رئیس فرع الأحزاب والمنظمات العراقية في قسم العلاقات الخارجية (شؤون العراق) يقدم لي بيانا مصاغا باللغة الفارسية بتوقیع «الحركة العراقية الوطنية» لأترجمه إلی العربية كنت أسأله من أین هذا الاسم؟ ولماذا تم فیه تقدیم كلمة العراقية علی الوطنية فيما أن اسم حركة القائمة العراقية بزعامة الدكتور علاوي هو الحركة الوطنية العراقية كان یجیبني بأني تحدثت مع الدكتور صالح المطلك فوافق علی تقدیم كلمة العراقية علی كلمة الوطنية عند إصدارنا بیانا یدعم مطالب الجماعة لكي نستغل شهرة الحركة الوطنية العراقية لأن الناس لا يعيرون الدقة عادة ویتصورون أنها هي نفس الحركة التي یتزعمها علاوي وإذا ما طرأت إشكالية قانونية نقول نحن لم نكتب الحركة الوطنية وإنما كتبنا الحركة العراقية وهي جدیدة بزعامة المطلك !! وأكد أن هذا الأسلوب ما يعتمده الكثير من أصحاب الشركات حدیثة العهد في العالم بتسمية شركاتهم بأسماء تشتبه مع أسماء الشركات الشهيرة لاستغلال تلك الأسماء، ثم قال لي حسين مدني: «لهذا السبب بالضبط وصف قائدنا مسعود رجوي الدكتور صالح المطلك بأنه البطل القومي العراقي لأنه یلبي كل ما نطلب منه»!!...
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر