أثار الاعلان الامريكي الأخير عن شطب اسم "حركة مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة من قائمة الارهاب، أثار جدلاً وسعا حول أسباب تغير موقف واشنطن من الحركة على الرغم من عدم قيام الثانية بأي أعمال تغيير جوهرية في معتقداتها واهدافها.

وكشف تحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن أن السبب وراء القرار الأمريكي وهو دفع الحركة لملايين من الدولارات لأصحاب النفوذ في المجتمع الأمريكي.

ويحدد التحقيق الذي نُشر تحت اسم "خمس دروس نتعلمها من ازالة حركة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب" ما يجب على الحركات الاسلامية التي لا زالت على القائمة أن تتعلمه وتقوم به حتى تتمكن في النهاية من شطب اسمها هي أيضا من قائمة الارهابيين.

ويتلخص الدرس الأول في معرفة ازدواجية معايير البيت الابيض في التعامل مع مواطني أمريكا، فينما يواجه مسلمو أمريكا الذين عادة ما يكونون ضعفاء أشد أنواع العقوبة لأي لمحة تواصل مع جماعات تعتبرها واشنطن "ارهابية" يُترك أصحاب النفوذ والسلطة والمال على راحتهم في التعامل واستقبال الأموال من تلك الجماعات دون أي مساءلة.

وكشف التقرير بالتفصيل الجهات التي استلمت المال من مجاهدي خلق لتساعد في ازالة اسم الحركة من القائمة، وهم أصحاب نفوذ في الكونغرس الامريكي، واعلاميين امريكيين مؤثرين، وسائل اعلام امريكية واسعة الانتشار.

اما الدرس الثاني فهو ان الولايات المتحدة هي ليست ضد الارهاب كما تقول بل هي تفضل وجوده واستمراره، كما أن قائمة الارهاب التي تضعها الولايات هي لمن يستخدم العنف ويرهب المدنيين ضد المصالح الامريكية فقط، اما من يستخدم العنف في صالح الرغبات والاهداف الأمريكية فهو خارج القائمة.

ويوضح التقرير ان ذلك ما حدث تماماً مع حركة مجاهدي خلق التي خرجت من اللائحة لأنها اصبحت عدواً لعدو واشنطن وتل أبيب اللدود حالياً، وهو نظام احمدي نجاد، وبهذا نستنتج ان استخدام الارهاب مسموح ان كان يخدم المصالح الامريكية.

أما الدرس الثالث فهو ان الارهاب هو المصطلح الأكثر تلاعباً به سياسياً بسبب عدم وجود تعريف او معنى واضح له، وكذلك تريد له امريكا ان يبقى حتى تستطيع تحويل قائمة المنظمات الارهابية قائمة تضع فيها كل من يعارض وترفع منها كل من ينصاع لأوامرها، اذاً فهي الجزرة الامريكية لإخضاع الحركات وشعوبها.

ويتلخص الدرس الرابع في تشريع السلطة الامريكية الغير معلن لتقبل فكرة قيام أصحاب النفوذ والشهرة في الاحزاب السياسية والهيئات الاعلامية بدعم منظمة ما مقابل استقبالهم مبالغ معينة من المال.

وقد تعلم مجاهدو خلق هذا الدرس جيداً حيث تمكنوا من اختيار نخبة مؤثرة في المجتمع الامريكي من سياسيين واعلاميين وأغرقوهم بالأموال مقابل الدفاع عن المنظمة في المحافل الجماهيرية.

اما الدرس الخامس والاخير فهو ان العداء بين الولايات المتحدة وايران هو السبب الاول وليس العكس، ويشرح مُعد التحقيق الدرس الخامس بان واشنطن هي من سعت خلال العقود الماضية الى تطويق ايران بشكل شبه كامل، وعملت مع اسرائيل على مقتل علماء ايرانيين مدنيين، وطالما التقت التهديدات الامريكية والاسرائيلية ضد إيران.

ويرى كاتب التحقيق ان القرار الاخير بشطب مجاهدي خلق من قائمة الارهاب هو خطوة أمريكية ستزيد من مشاعر كره وعداء الشعب الايراني لنظيره الامريكي، واوضح ان الشعب الايراني يرى في تلك الخطوة رغبة امريكية في تهديد أمنه واستقراره لما فيه من دعم لجماعة تستخدم العنف في حق الايرانيين لتحقيق اهدافها.

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات