في تقريرها لعام 1992 عن المنظمة، قالت وزارة الخارجية الامريکية ان قيادة المجموعة " لم تمارس الديمقراطية ابدا داخل تنظيمها |
قطعت منظمة خلق الإيرانية المعارضة شوطا في الارهاب في الشرق الاوسط، الا ان قادتها بذلوا جهدا كبيرا ليقنعوا الغرب بانها الان عبارة عن منظمة سلمية. يقول مؤيدو المنظمة في اميركا بانها تعرضت للحظر من قبل ادارة كلينتون من اجل استرضاء الحكومة الايرانية. تشير وزارة الخارجية الاميركية – المسؤولة عن تحديد المجاميع المشمولة بقائمة المنظمات الارهابية – الى التاريخ الدموي الطويل لهذه المنظمة .
حيث قامت المنظمة بحملة تفجيرات داخل ايران ضد نظام الشاه في سنوات السبعينات، و كانت الاهداف احيانا اميركية بضمنها مكتب المعلومات الاميركي و شركة البيبسي كولا و بان- أميريكان وجنرال موتورز، كما كانت المنظمة تندد باستمرار بالصهيونية و "باسرائيل العنصرية " و تدعو الى "سقوط اميركا و موتها".
اكد تقرير لوزارة الخارجية الاميركية لعام 1992 بان المنظمة مسؤولة عن مقتل ستة اميركيين في ايران خلال السبعينات بينهم ثلاثة ضباط عسكريين و ثلاثة يعملون لشركة روكويل الدولية المتخصصة بالطيران و الاسلحة، حيث قتلوا انتقاما لاعتقال اعضاء في المنظمة على خلفية قتل ضباط اميركان . كما أيدت المنظمة بحماس الاستيلاء على السفارة الاميركية في طهران بعد الثورة الايرانية، و اعتبرت اطلاق سراح الرهائن الاميركان فيما بعد على انه " استسلام ".
بعد اختلافها مع حكام ايران الجدد بقيادة آية الله الخميني، شرعت المنظمة بحملة تفجيرات ضد الحكومة الاسلامية، حيث هاجمت في 1980 مقر الحزب الجمهوري الاسلامي و قتلت 74 من كبار المسؤولين بينهم زعيم الحزب مع 27 من اعضاء البرلمان. بعد اشهر قليلة قامت بتفجير اجتماع لمجلس الامن القومي الايراني مما تسبب بمقتل الرئيس الايراني و رئيس الوزراء .
وصفت وزارة الخارجية المنظمة بانها قطعت شوطا في الارهاب في كل انحاء البلاد خلال السنوات اللاحقة و شنت هجمات عنيفة راح ضحيتها الكثير من المدنيين . يقول التقرير " منذ 1981 ادعت المنظمة مسؤوليتها عن قتل الاف الإيرانيين الذين وصفتهم بوكلاء النظام ". استمرت التفجيرات لأعوام التسعينات حيث شملت قبر الخميني و مصافي النفط .
من الذي كان يدعم المنظمة ؟
بعد ان اختلفت المنظمة مع النظام الاسلامي، هربت اولا الى باريس، و في عام 1986 قامت فرنسا بطرد زعيمها مسعود رجوي، فوقعت المجموعة بين ذراعي صدام حسين ، عدو ايران . ساعد العراق في تسليح الاف المقاتلين في المنظمة بالمدافع و البنادق و الدبابات و اسكنهم في معسكرات بالقرب من بغداد و على طول الحدود مع ايران، بالاضافة الى تزويدهم بالاموال . قام الجناح المسلح للمنظمة – جيش التحرير الوطني – بشن غارات داخل ايران خلال المراحل الاخيرة من الحرب الايرانية – العراقية، كما اصبح اداة في حملة صدام حسين عن القمع الداخلي في ايران . يقول تقرير وزارة الخارجية " وقع آخر هجوم رئيسي لجيش التحرير الوطني ضد كرد العراق عام 1991 عندما انضم الى صدام في قمعه للثورة الكردية ". اما في الغرب فقد وقعت آخر اعمال العنف التي ارتكبتها المنظمة عام 1992 عندما هاجمت البعثات الدبلوماسية الايرانية في الولايات المتحدة و بريطانيا و كندا و المانيا و فرنسا و سويسرا . كان ذلك الهجوم ردا على غارة جوية ايرانية ضد قاعدة للمنظمة في العراق .
لقد غيّر الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 كل شيء بالنسبة للمنظمة، حيث قام الاميركان بنزع سلاح مقاتلي المنظمة في معسكر اشرف قرب الحدود مع ايران و غيره من المواقع قرب بغداد، فسارعت قيادة المنظمة الى ابعاد نفسها عن صدام ، مؤكدة معارضتها للحكومة الاسلامية في طهران واصفة مؤيديها بانهم مؤيدون للحرية و الديمقراطية . منذ ذلك الوقت و صاعدا بدأ الاميركان ينظرون الى المنظمة نظرة مختلفة .
لغاية سنوات التسعينات كانت المنظمة تعرف باسم " محاربو الشعب المقدسون " الا ان ذلك لم يكن الاسم المناسب لكسب الدعم في الغرب في تلك الايام لذا فقد قامت بتغييره. قبل عقدين اكدت وزارة الخارجية ان المنظمة تبذل جهودا لاسترضاء البرلمانات الغربية، و من اجل تنفيذ حملتها الاعلامية فقد اسست المجموعة مكاتب في اوربا الغربية و الولايات المتحدة و كندا و استراليا و الشرق الاوسط. من خلال هذه المكاتب تحاول المنظمة تحويل الازدراء الغربي تجاه حكومة ايران الى دعم لها .
قيادة المنظمة تمثل معارضة للقيادة الايرانية الحالية - التي ترتبط بقلق السياسيين الاميركان من برنامج طهران النووي و بالمخاوف على أمن اسرائيل – من اجل دفن ماضيها عن طريق تصوير نفسها على انها بديل ديمقراطي شعبي للنظام الاسلامي . تقتبس وزارة الخارجية تقريرا لأحد الصحفيين الاميركيين يقول فيه " ان المنظمة تأمل تغيير صورتها لدى الشعب الاميركي من صورة الارهابيين الى مقاتلين من اجل الحرية ". يبدو انها حققت نجاحا كبيرا في ذلك، اذ يبدو ان القليل من الاميركان الداعمين لها يعرفون ماضيها بالتفصيل خاصة حجم اعمال القتل التي ارتكبتها و عمق عدائها (السابق) للولايات المتحدة و اسرائيل ، و يصفونها بدلا من ذلك بأنها حليف موال و نافع . يقول الداعمون للمنظمة بانها هي التي زودت الولايات المتحدة بمعلومات عن برنامج ايران النووي.
هل تغيرت المنظمة ؟
لقد تخلت المنظمة عن العنف حاليا على الاقل، الا ان ذلك يعود جزئيا الى نزع سلاحها بالقوة من قبل الجيش الاميركي في العراق، و كذلك لاعترافها بان الهجمات و التفجيرات التي قامت بها – منذ الحادي عشر من ايلول – لا يمكن ان تكسبها اصدقاء في الغرب .
في المنفى، اسست قيادة المنظمة المجلس الوطني للمقاومة الذي تطور الى ما تسميه المجموعة ببرلمان المنفى . لكن المنظمة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، انها تدار اوتوقراطيا من قبل زوج و زوجته – مسعود و مريم رجوي – اللذين يعززان عبادة الشخصية حسب قول وزارة الخارجية . في تقريرها لعام 1992 عن المنظمة، قالت وزارة الخارجية الامريکية ان قيادة المجموعة " لم تمارس الديمقراطية ابدا داخل تنظيمها ". و يضيف التقرير " العديد من الإيرانيين الذين تعاملوا مع اعضاء المنظمة يزعمون بانها تقمع المنشقين عنها بالقوة في اغلب الاحيان و لا تطيق وجهات النظر المختلفة، كما ان مصداقية المنظمة تقوضت بسبب انكارها او تحريفها لاجزاء من تاريخها مثل استخدام العنف او مناوئة الصهيونية. من الصعب قبول الوعود الظاهرية بشأن سلوكها مستقبلا اذا لم تكن تعترف بماضيها ".
كجزء من حملتهم، كسب مساندو المنظمة امرا من محكمة فيدرالية اميركية يطلب من وزارة الخارجية ان تقرر ما اذا كانت المجموعة يجب ان تبقى على قائمة الارهاب بحلول الاول من تشرين الاول . يتوقع الناشطون الداعمون للمنظمة ان تقوم وزارة الخارجية بالغاء اسمها من قائمة الارهاب مستندين في ذلك الى رفع الحظر عنها في اوروبا . الحملة المنظمة و الممولة جيدا تضغط كثيرا على وزارة الخارجية من اجل اسقاط صفة الارهاب عن المنظمة، الا ان الوزارة حذرت المنظمة بان وضعها سيعتمد على اطاعتها لطلب مغادرة معسكرها الرئيسي في العراق من عدمها. حيث ان رفضها الانتقال من معسكر اشرف الى المعسكر الجديد يشكل عائقا كبيرا امام الغاء اسمها من الارهاب . سبق ان قامت المنظمة بنقل الفين من سكان اشرف البالغين 3200 شخصا لكنها رفضت نقل الباقين، حيث صورت المسألة للمتعاطفين معها في واشنطن على انها انسانية مدعية ان الباقين في اشرف هم من العوائل و ان الظروف في المعسكر الجديد غير مناسب لها لأنه – كما تقول المنظمة – اشبه بالسجن و انهم سيتعرضون للعنف من قبل الحكومة و قواتها . بعض المسؤولين الاميركان يقولون ان رفض المجموعة للمغادرة يبين بان المنظمة لم تتخل فعلا عن ماضيها .
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر