في العام 1999 تعرضت إلى المضايقات و زج بي في سجن مديرية أمن السيدية , و كنت وقتها أعمل مع ثلة من الخيرين في منطقتنا ضد نظام الدكتاتور , بعد أن تركتُ وظيفتي , و اتجهت إلى بيع الكتب في شارع المتنبي , و بعد إلقاء القبض علي تم تفتيش البيت من قبل عصابات الأمن الصدامي و أخرجوا جميع الكتب و المقتنيات الخاصة

و كان من ضمنها دفتر ملاحظات خاص دونت فيه معلومات من كتاب جلبه لي أحد الأخوة بعد أن أعطاه إياه أحد ضباط المخابرات آنذاك , لا يحضرني عنوانه , و لكنه كان يتناول معلومات عن شخصيات سياسية و دينية إيرانية ( موسوعة من مجلدين ) و قد كتب عليه ( خاص بالمخابرات , يمنع تداوله ....) و من ضمن المعلومات التي دونتها , أنه بعد قيام الثورة الإسلامية في ايران , و بعد استقالة رئيس الجمهورية الأول ( ابو الحسن بني صدر ) بأمر من السيد الخميني وقتها , كانت منظمة ( مجاهدي خلق ) الجناح العسكري للحزب الجمهوري الإيراني , و قد تمردت و انشقت عنه و تم بموجب ذلك طرد ( مسعود رجوي ) و اقصاء هذه المنظمة عن الساحة الإيرانية لتصبح بعد ذلك من أشد المعارضين لنظام الحكم . فما كان من ( بني صدر و مسعود رجوي ) إلا أن يستقلاّ نفس الطائرة إلى فرنسا , ثم ليتفقا على توحيد صفوفهما ضد النظام , و أثناء زيارة عراب السياسة الخارجية للدكتاتورية ( طارق حنا عزيز ) إلى فرنسا , طلب ( رجوي ) من ( بني صدر ) مقابلة (عزيز ) , طبعا بعد أن تزوج ( رجوي ) من ابنة ( بني صدر ) آنذاك ثم طلقها بسبب عدم اتفاق الإثنين , كان جواب ( بني صدر ) أن يعترف ( طارق عزيز ) بان العراق هو من بدأ الحرب , كما أعلن عدم مقابلته قائلا : لا تستطيع يداي أن تصافح يدي رجل ما زالت مدافعه تدك مدن شعبي ...)

و اعتزل كل منهما الآخر , و قد تم الإتفاق السري بين ( عزيز و رجوي ) على تغذية و تسليح و مساندة هذه المنظمة للعمل ضد ايران , و تهيئة الوضع اللوجستي للمنظمة على الأراضي العراقية و الإنطلاق منها .

و منذ ذلك الوقت , بدأت هذه المنظمة الإرهابية تعمل و تبث الرعب بمساندة الأجهزة القمعية الدكتاتورية , بل و عملت على قمع الإنتفاضة الشعبانية المباركة , و ساهمت بشكل ملموس و فاعل في قتل الأبرياء العزل و اعدام الكثير من ابناء هذا الشعب المبتلى تحت أمرة نظام الحكم .

و هناك الكثير من القيادات التي انشقت من هذه المنظمة بعد أن فهموا تلك اللعبة القذرة , إلا أنهم جوبهوا بالمحاكمات الصورية و الإغتيالات السرية ...

و نحن نستغرب جدا , وجود هذه المنظمة إلى الآن , على الأراضي العراقية , خصوصا بعد سقوط النظام , و يعلم الجميع أن ( معسكر أشرف ) الذي تتواجد على أرضه هذه المنظمة يضم بعض قيادات الحزب الدكتاتوري المنحل , و بعض من أجهزته القمعية المخابراتية , و على الرغم من ( تحجيم ) عمل المنظمة في هذا الوقت , إلا أن أعمال الشغب و العنف التي تفتعلها بين فترة و أخرى في هذا المعسكر المشؤوم , شاهد حي على التناقضات التي يعيشها أعضاء هذه المنظمة , و شاهد آخر على وعي الكثير من أعضائها – على الرغم من تأخرهم – بأن عملها تابع إلى أجندات دكتاتورية , الغرض منها خلق البلبلة و الفوضى و زرع الإرهاب في كل مكان , لذلك حاول الكثير العودة إلى الديار و ترك المنظمة إلا ان ما حدث مؤخرا من اغتيالات داخل المعسكر يترجم للعالم تزايد شرور هؤلاء المنافقين , لذلك , فاخراجهم من العراق بات أمرا ضروريا , و على الحكومة الإستجابة لمطالب الشارع العراقي , و الإسراع في طرد هذه المنظمة عن الأراضي العراقية .

جدير ذكره أن بعض الفرقاء السياسيين المشاركين في الحكومة لا يرغب في إخراج هؤلاء لأسباب و مآرب أخرى , و ما هم إلا جزء منهم أو مثلهم . ( و الحليم تكفيه الإشارة ) ...

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات