وهو من يخترق ويستخدم الجماعات الأسلامية في لبنان والعراق وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والمانيا وأمريكا.وهو أيضا يدعم ويبرز مجاهدي خلق ونمور التاميل والجماعات الهندوسية المتطرفة

يقولون لنا بأن أنظمتنا العربية العتيدة تكذب على واشنطن، وعلى الأوروبيين، حيث تخوفهم من إستلام الإسلام المتطرف لمقادير الأمور فيها، فيما لو أصبحت ديمقراطية!

والغرب المسكين يصدق هذه الدعاوي يا ولدي، فيترك حرصه الشديد على الديمقراطية في دولنا، وهو مرغم، وكسير الخاطر على عدم إمتلاكه للحول والطول، تجاه الدعاوي الكاذبة للأنظمة الدكتاتورية الصغيرة، والمتشبثة بكراسي الحكم من مدد طويلة، فتورثها للأبناء والأحفاد من بعد.

ويقولون لنا أيضا بأن الغرب الذي ولد في جنة الديمقراطية، وتربى ونشأ على التعاملات الديمقراطية، والذي كل أموره ديمقراطية في ديمقراطية، الى ان يرحل من هذا العالم بكل ديمقراطية، يريد لنا ديمقراطية حقيقية، وهو لن يرتاح أبدا، إلا إذا نعمت دولنا بالديمقراطية الحقة، كما وضع أسسها آبائه من الإغريق والرومان!

ونستغرب جدا عندما ندقق في هذه المقولات، ولا نستطيع أن نفهم كيف تتمكن أنظمتنا المسكينة الكذب على ال CIA، وعلى الFBI، وعلى كل مجمع الإستخبارات الأمريكية المكون من 16 وكالة تجسسية مختلفة، وعلى المخابرات البريطانية، والفرنسية، والألمانية، والموساد، وشين بيت، وأمان، وعلى عشرات أخرى من الوكالات التجسسية المحترفة في الغرب.

وكيف تنطلي هذه الكذبة الساذجة على مؤسسات البحث العلمي وال Think Tanks الغربية المحترفة، والتي تدرسنا ليلا ونهارا، وتدرس مجتمعاتنا، ومؤسساتنا الحاكمة، وغير الحاكمة، وتتنبأ بيومنا، وغدنا، ومستقبلنا الى ان تقوم الساعة.

كيف يستطيع الحاكم لدولنا الصغيرة حجما، وأفرادا، وكفاءات، وخبرات، في الكذب على الغرب مجتمعا بقضه وقضيضه، وهو ولي أمرنا، الذي يدير كل أمورنا الصغيرة والكبيرة معا.

بل إن الغرب هو من كون دولنا، وحدد لها حدودها، وصلاحياتها، وأدوارها المحلية والاقليمية، وهو من يسهر على أمنها ومستقبلها، كما إنه يقوم الآن بتغيير حددودها من جديد، فها هي العراق الحديثة، ولبنان المايكروسكوبية، والسودان في طور التقسيم، وهناك قائمة من الدول المنتظرة للتقسيم عاجلا.

والأكثر عجبا هو إدعاء الخوف من التطرف الديني، كيف تخاف أنظمتنا، والغرب من ورائها، أو من أمامها، وهما من خلق الطالبان في أفغانستان، وباكستان، ويشعل نار الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق، ولبنان، والبحرين، ومصر، والمغرب.

والغرب هو من خلق الزرقاوي، ويحافظ على سلامة الملا عمر، ويخبئ الظاهري وبن لادن والدوري عن الأعين، وهو من يخترق ويستخدم الجماعات الأسلامية في لبنان والعراق وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والمانيا وأمريكا.وهو أيضا يدعم ويبرز مجاهدي خلق ونمور التاميل والجماعات الهندوسية المتطرفة التي جلبها الى حكم الهند الحديثة.

وهو من ينشئ ويربي ويرعى ويؤجج اليمين المسيحي في كل دولة من دوله الغربية.

وهو أيضا ينشئ ويدعم ويدفع المنظمات اليهودية المتطرفة في نيويورك وواشنطن ولندن وباريس وبرلين وفلسطين المحتلة.

وهو من قبل قد خلق القاديانية والبهائية والوهابية والسيخية وغيرها الكثير.

لا ينقضي عجبنا من كيف لقزم صغير، من تغطية عيون مارد جبار، لديه أيضا عين ثالثة في وسط جبهته، كالدجال، والذي يبصر من أمامه ومن خلفه ومن تحته ومن فوقه وفي الفضاء أيضا.

* باحث من سلطنة عمان

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات