المیلیشویة أوالقوة العسكرية هي مصطلح سياسي عسكري وهي شكل متطرف لاعتماد الدولة على الميليشویات التي تشکل الذراع العسکري لفئة سياسية فبدلاً من استخدامها لأغراض الدفاع أوإحلال الأمن و حماية البلاد من تعسف محتمل للحكومة أو لجيش محترف نجد أنها تعمل علی زرع الرعب والخوف في قلوب الدول الأخری وهي رسالة حرب على وعود السلام تعمل المیلیشویة في الواقع لمنع دولة من الاستقلال عن الدول الأخری من خلال تهديدها بالحرب وبذلك تضمن منع استقلال باقي الدول والوقوف في وجه تلك الدولة لمنعها من مواصلة خططها بشکل مستقل في بيئة دولية . لا ينبغي أن ننسى أنه ليس فقط الميليشویات العسكرية والتهديدات العسكرية للحكومات تخلق الذعر في قلوب الدول الأخری .

فالإرهاب أیضاً له نفس أهداف المیلیشویة ففي الواقع ، الإرهابيون هم أيضاً يريدون أن یحققوا أهدافهم من خلال الترهیب و فرض السیطرة على الاخرين بشكل او بآخر وبث الرعب بين صفوفهم اولا وباضعافهم ثانيا ثم جعلهم مضطرين الى قبول الامر الواقع والتسليم به.

لذلك ، إذا قبلنا أن الإرهاب و المیلیشویة هما أدوات لخلق الخوف والرعب في قلوب الناس فسيكون من الواضح لماذا ، مع تراجع قوة الإرهابيين في الشرق الأوسط ، تقوم الولايات المتحدة بتعزیز قوتها العسكرية وبإدخال سفنها الحربیة في الصراع تسعی لتوجیه إشارة إلى بلد مستقل مثل إيران ، وهي أن لديها القدرة على خلق حرب جديدة في خلیج فارس وبالطبع ، فإن الولايات المتحدة ، التي وقعت اتفاقیة سحب قواتها من سوريا معلنة بذلك قبولها هزیمتها في سوریا تسعی الآن للتعويض عن هذا الفشل عن طريق إدخال معدات عسكرية جديدة في الخليج الفارسي والوقوف مقابل فشل هزیمة الإرهابیین .

لا ينبغي أن ننسى أنه في العقود الأخيرة ، كلما ضعفت قوة الإرهابيين وتم هزیمتهم في المنطقة ، فإن واشنطن من خلال شن حرب جديدة ، ستوفر فرصة جدیدة لخلق ودعم جماعة أخری من الإرهابيين إن الحركات العسكرية الحديثة للبيت الأبيض في خلیج فارس هي مثال جديد على هذا السيناريو المتكرر. حیث تم إدخال معدات عسكرية جديدة لتوفير الخدمات الأمنية للزملاء الإرهابيين في البنتاغون ليس هناك أدنی شك أنه في المستقبل المرتقب ستطرأ تحولات جدیدة في المنطقة ، ولا بد أن يفشل النهج الأمريكي الجديد في إدخال القوات العسكرية. لذلك مثلما انسحب الأمریکیون من سوریا فعاجلا أو آجلا سیغادرون خلیج فارس أیضاً .

ومع ذلك فإن الجهود الحالية لنشرالمیلیشویة في المنطقة وزيادة التنافس العسكري في هذا المجال ليست سوى تقديم خدمات عسكرية للإرهابيين الذين فشلوا في كل من سوريا واليمن شهد خلیج فارس العديد من المستعمرين الذین انسحبوا منه بعد هزیمة کبیرة من البرتغاليین و البریطانیین إلى الأمريكيين. لذا يجب على "دونالد ترامب" أن يعلم أیضاً أن إعادة محاولة تجربة ريغان في المنطقة لن یکون ذا نفع للولايات المتحدة ،وحبذا لو یفکر رئيس الولايات المتحدة بدلاً من الاستجابة لمطالب الإرهابیین ونظرائهم المتطرفين في المنطقة. بإنفاق هذه الأموال لصالح الشعب الأمریکي في بلد يعاني الفقر والعديد من المشاكل الاقتصادية

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات