مجاهدي خلق، زمرة في قلب جمهورية فرنسا

سيناتورة فرنسية تنشر کتابا عن زمرة خلق الإرهابية

نشرت السيناتورة الفرنسية ناثالي غولي کتابا تحت عنوان (( منظمة مجاهدي خلق، زمرة في قلب جمهورية فرنسا )) و بدأت في مقدمة بحثها بتحذير موجه إلی النواب و اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي .

غولي تنتمي إلی لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي و بالإضافة إلی ذلک هي عضوه في اللجنة الخارجية في وزارة الخارجية الفرنسية. هذه السيناتورة خبيرة في شؤون الخليج الفارسي وتسعی منذ سنوات من أجل کشف القناع عن وجه زمرة خلق الإرهابية و تحدثت عدة مرات في مجلس الشيوخ عن حقيقة هذه العصابة.

يبدأ الکتاب بتاريخ زمرة خلق و تأسيسها و يتحدث عن عدم حصول أي تغيير في منهجها العنيف و الإرهابي و ان الزمرة لن تصدر مکتوبا حتی الآن يؤکد علی ترک العنف من جانبها ثم تثبت الکاتبة ان مجاهدي خلق هي طائفة أو زمرة بالمعنی الحقيقي تسکن في وسط فرنسا.

لوبي مجاهدي خلق في مجلسي الشيوخ و النواب:

تقول الکاتبة: (( في ديسمبر عام 2011 تداول طومار في البرلمان الفرنسي تم توقيعه من قبل 74 عضو في مجلس الشيوخ و 282 نائب. الطومار کان يطالب بحماية منظمة مجاهدي خلق و زعيمتها مريم رجوي بالإضافة إلی المطالبة بضمان رعاية دولية لمعسکر اشرف في العراق ! اعرف ان عدد کبير من النواب يعتقدوا ان دعمهم لزمرة خلق يعني دعم الديمقراطية في ايران. يجب ان اؤکد ان الموقعين تقريبا لا يعرفون أي شيء عن ماضي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية و لذلک اعتقد ان تذکير ماضي هذه المنظمة التي تعتبر نفسها مارکسية اسلامية سيکون مفيدا.))

ابادة الکرد في العراق علی يد زمرة خلق:

الکتاب ثم تطرق إلی علاقات جماعة خلق الودية مع اعداء الشعب الإيراني مثل الدکتاتور السابق صدام حسين :

(( بعد حرب الخليج و بسبب الحصار الدولي المفروض و قيام الکرد و الشيعة، اهتز نظام صدام حسين، و استخدم الاخير منظمة مجاهدي خلق کجيش خاص لقمع الکرد و الشيعة في عملية مرواريد (اللؤلؤة) في آذار 1991.

الصحف الامريکية نشرت آنذاك خطاب مريم رجوي زعيمة الزمرة التي طالبت عناصرها المسلحة " بدعس الاکراد تحت دباباتهم دون اطلاق أية رصاصة ".

قباد طالباني نجل الرئيس العراقي الحالي يعتقد " ان مجاهدي خلق کانوا أداة عسکرية بيد الجيش العراقي حتی سقوط نظام صدام و قمعوا الاکراد في 91 علی نطاق واسع". ))

السيناتورة ناثالي تقول)) : الآن نعرف جيدا اسباب عدم رغبة الحکومة العراقية الحالية بإبقاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية علی اراضيها )).

خيانة منظمة خلق للشعب الايراني و سقوط شعبيتها:

السيناتورة غولي بعد ان ناقشت موضوع مشارکة مجاهدي خلق في حرب صدام ضد ايران تقدم نتائج هامة جداً:

((دور مجاهدي خلق في حرب صدام ضد ايران غير قابل للإنکار، العمليات الحربية،التجسس و تقديم المعلومات العسکرية إلی العراق، التنصت، تدريب و ارسال الخلايا الإرهابية، هذه امور واضحة و غير قابلة للإنکار... لذلك يعتبر الشعب الايراني الذي فقد اقربائه في الحرب أو في العمليات الإرهابية التي ارتکبتها مجاهدي خلق في المدن، ان مجاهدي خلق جماعة خائنة. منظمة مجاهدي خلق التي خانت الشعب الايراني، خرجت بعد ذلك من الساحة الايرانية تدريجيا و تم نسيانها من قبل الايرانيين)).

و جاء في جزء آخر من الکتاب: (( عندما تتجرأ مريم رجوي علی مقارنة نفسها مع البطل الوطني الفرنسي " شارل دوغل " خلال مهرجان في 18 يونيو 2011، علی الفرنسيين ان يقفوا هنا و يدرکوا الموضوع جيداً ! رجوي تريد من خلال ذلك تبرير تحالف مجاهدي خلق مع صدام حسين. و من الغريب جدا ان يسمح نواب فرنسيين بإطلاق مثل هذه التصريحات )).

الباحثة الفرنسية تعترف بوجود علاقات مشبوهة بين بعض الفرنسيين و جماعة رجوي ثم توجه سؤالها إلی المواطنين و المؤسسات الحکومية: (( کيف يمکن لجماعة لا تحظی بأي مکانة بين شعبها، تقدم تحليلات و استشارات حول بلدها؟ هل مجرد ادعائها بالوقوف ضد نظام دکتاتوري، يثبت انها منظمة أو حزب ديمقراطي؟ ))

الکاتبة تشير خلال اسئلتها إلی بعض البحوث المنجزة في هذا المجال و تستند علی نصوص الصحف العالمية، معهد رند، مرصد حقوق الانسان الدولي، تقارير FBI، و ... التي تعتبر زمرة خلق جماعة إرهابية و تذکر السيناتورة جزءا من تلك الحقائق في کتابها و تشير إلی امور تدل علی تغيير طبيعة منظمة إرهابية إلی طائفة خطيرة؛

اساليب التجنيد في منظمة خلق:

((... عندما کان مجاهدي خلق في العراق، الأسری الايرانيين الذين اسروا في الحرب کانوا مخيرين بين امرين: إما ان يبقوا في سجون البعثيين أو الالتحاق بمجاهدي خلق. اغری رجوي عدد من هؤلاء بالعيش الافضل و أخذهم إلی معسکر اشرف.

القسم الثاني هم شباب خرجوا البلاد بسبب الظروف الاقتصادية و ارادوا الهجرة إلی دبي و ترکية، لکن خدعتهم مجاهدي خلق من خلال وعود تتعلق بالعمل و الزواج و اللجوء إلی أوروبا، ثم حرّفت مسيرهم نحو معسکر اشرف.

تقول مؤسسة رند الامريکية ان 70 بالمئة من المتواجدين في معسکر اشرف تم مخادعتهم بهذه الطريقة ، فجأة کان يرون انفسهم داخل اشرف في العراق و الجماعة کانت تصادر جميع هوياتهم و جوازات سفرهم فور وصولهم إلی المعسکر من أجل شل قيامهم بالفرار أو الانشقاق !)).

ثم تتسائل الکاتبة :(( کيف تُعرف منظمة ينطبق عليها جميع مواصفات الطائفة، بالحزب السياسي أو المنظمة السياسية في فرنسا ؟

هل يمکن تصديق خطابات رجوي الديمقراطية بينما تستطيع الزمرة اقناع اعضاءها بإضرام النار في انفسهم؟ ما هي آليات الزمرة الرئيسية في عملية اللوبي ؟ ))

استراتيجية الإعلام :

تدير منظمة مجاهدي خلق مواقع کثيرة علی شبکة الانترنت من مقرها في " اوفرسورفاز " (في ضاحية باريس). کل هذه المواقع تنشر اخبار و تقارير متشابهة عن ايران حيث يبدو ان کل هذه المعلومات المعروضة حصلت عليها من مصادرها الموثوقة داخل ايران. لکن انا درست الکثير من اخبارها و عرفت ان الزمرة تمارس الکذب بشکل احترافي. الجماعة ملئت الانترنت بأخبارها الکاذبة و الملفقة.

علی سبيل المثال في موقع ايران فوکوس، هناک قسم بإسم " اصدقاء الملالي "، يشوهون فيه سمعة الاشخاص بذريعة الکشف عن ملفاتهم. و من ضمن هؤلاء الاشخاص عدد من الباحثين الفرنسيين و منهم هوکارد، عدد من النواب مثل السيناتورة دوریو، کريستوف مارغوري، السفير الفرنسي السابق في ايران فرانسوا نيکولو و ... و سبب قيامهم بتوجيه هذه الاتهامات واضح ... لأن رأي هؤلاء الاشخاص يختلف عن رأي الزمرة !! و هذا هو السبب.

استراتيجية التظلم عند مجاهدي خلق :

يزعم المسؤولون في مجاهدي خلق ان أي شخص يعدم في ايران إما ان يکون عضو في الجماعة أو من العوائل الموالية لها.

بينما جميع المراسلين و الدبلوماسيين الاجانب الذي شاهدوا احداث عام 2009 في ايران، لم يروا أي تعاطف من قبل الشارع الايراني مع مجاهدي خلق.

ينبغي القول ان مجاهدي خلق استغلوا ضحايا الاحداث في ذلك العام.

و تتابع السيناتورة قولها: يمکن مشاهدة علائم الانحراف الطائفي في مجاهدي خلق في فرنسا، بکل وضوح :

العبودية للزعيم

صنع الاکاذيب بشکل وقح

تهديد المنتقدين

الممانعة من حرية التعبير و التهجم عليه

عدم وضوح مصادر التمويل

جمع الاموال و تبييضها من قبل المؤسسات و الجمعيات الوهمية

و اخيرا تسأل الباحثة : (( من أين تأتي زمرة خلق بهذه الاموال ؟ ))

و الجزء الاخير من الکتاب يعرض نتيجة هذا البحث :

(( عندما ننظر إلی تاريخ مجاهدي خلق، من الصعب ان نصدق ان الجماعة التي مازالت تعاني امراض الشمولية مثل: عبادة الزعيم، الممارسات الإرهابية، المصادر المالية غير الشفافة، الکذب، الاتهام، تشويه سمعة المواطنين، من الصعب ان نصدق انها تحولت إلی منظمة ديمقراطية )).

الکتاب نشر باللغة الفرنسية في 100 صفحة و طبع في مايو 2012.

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات