اولئك الذين بشكل شراني يصفون ايران " بمحور الشر " و ادرجت ايران ضمن قائمة الداعمين للارهاب العالمي المثيرة للسخرية - و هي القائمة التي شطب منها في عام 1982 حزب البعث بزعامة صدام حسين ، اما انهم غرباء و غير مدركين لمفهوم الارهاب او انهم ليس لهم وقوف و علم بحجم الارهاب الذي خيمته الارهابيين طيلة العقود الثلاثة الماضية علي ايران .

ان الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها الاوروبيين بزعمهم بان ايران هي الداعمة للارهاب العالمي تمكنوا من توسيع نطاق حربهم الغير الاخلاقية و الجنونية ضد ايران و تجاهلوا هذه لحقيقة تعمدا بان ايران منذ فترة طويلة هي الضحية للارهاب . الارهاب الذي تموله الولايات المتحدة الامريكية ، اسرائيل ن بريطانيا و اقزام البلدان في الشرق الاوسط .

في اعقاب انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 و اسقاط الحكومة المتحالفة مع الغر ب اي النظام البهلوي و النقد الذي وجهه زعيم الثور الاسلامية ايت الله الخميني ، وقد اجتاحت حالة من الذعر والرعب في جميع أنحاء البلاد، هذا البلد الذي قد حررت نفسها من براثن حكم الشاه الآن تبحث عن النجاح والتقدم .

في السنوات الاولي للجهورية الاسلامية الايرانية ، بعد اقامة الحكم الاسلامي و الشريعة الاسلامية و الولايات المتحدة الامريكية و الاوروبيين – صاروا يدعمون بصورة غير متوقعة و لا حدود لجماعة مجاهدي خلق الارهابية و بما يسمون انفسهم با التقدميين في مجال حقوق الانسان ، و هي المنظمة الارهابية التي صارت تقوم بشن عمليات ارهابية دامية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بكل حرية و كان هدفها اسقاط هذه الحكومة .

ان زمرة مجاهدي خلق بزعامة مسعود رجوي و مريم رجوي قاما بشن عدد من العمليات الارهابية في البلاد و قتلوا المئات من المواطنين الابرياء التي كانت تشمل المواطنين في المناطق الغربية و الاكراد الايرانيين .

في عقد السبيعينات قامت هذه الزمرة بشن عمليات ارهابية اغتالت باثرها عدد من المواطنين الامريكيين ، ويليام سي كوترل ، كولونيل لوئيس ال هاوكينس ، دونالد جي اسميث و كولونيل جاك ترنر .

في ال 28 من يونيو عام 1981 تم تفجير قنبلة قوية في مقر حزب الجمهورية الاسلامية نسفت المبني با الكامل و قتل اثر ذلك 72 من المسؤولين الحكوميين كان من بينهم ايت الله الدكتور بهشتي . محمد رضا كولاهي كان من اعضاء ذوي الرتب المتدنية في زمرة مجاهدي خلق جاء با القنبلة الي مبني مكتب الحزب و في نهاية الامر دون ان تتم محاكمته في اية محكمة في ايران هرب الي فرنسا .

في عام 1986 نقلت زمرة مجاهدي خلق الارهابية مقرها الي العاصمة العراقية بغداد و اصبحت تحت حماية و رحمة صدام حسين الي ان تم اسقاط حكومته عام 2003 ميلادي . بحسب تقرير الوزارة الخارجية الامريكية ، أن زمرة مجاهدي خلق كانت تتلقي دعمها العسكري و اللوجستي و معظم اموراتها الجارية لحد عام 2003 من الحكومة العراقية وقتها .

ان زمرة جند الله بزعامة ريغي ايضا قامت بعمليات ارهابية عدة في داخل الاراضي الايرانية مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية .

كتب الصحفي و الباحث سيمون هرش حول عبد المالك ريغي بان الزعيم الاسبق لجماعة جند الله تلقي مقادير كثيرة من الاموال و التعليمات العسكرية من الولايات المتحدة الامريكية . كتب سيمون هرش في مقال له في صحيفة " نيويوركر " في عددها السابع من يوليو 2008 يقول : " ان وكالة الاستخبارات الامريكية و فرق العمليات الخاصة ايضا كانت لهم علاقات طويلة المدي مع الجماعات المعارضة لايران : منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي تعرف في الغرب " ام كي او " و جماعة حزب كردستان الحرة الانفصالية التي تسمي بجماعة بيجاك . " .

يتذكر هرش بان تقديم الدعم لريغي و زمرة مجاهدي خلق الارهابيو بيجاك هو غيضا من فيض من سياسات حكومة الولايات المتحدة الامريكية المعادية التي بدئت توسع نطاقها لاول مرة في حقبة رئاسة جورج بوش : " في نهاية العام الماضي صادق الكونغرس الامريكي علي طلب رئيس الجمهورية جورج بوش و تقديم المال الكافي لتمويل التكاليف الباهضة للبرامج المعادية ضد الحكومة الايرانية التي كانت تشمل البرامج العسكرية ، الاستخبارية ، و االمنية في الماضي و المستقبل . ان هذه العمليات و البرامج التي طلب رئيس الجمهورية بتمويلها و كانت كلفتها اربعمائة مليون دولار و كان هذا المبلغ مدرجا ضمن ميزانية رئاسة الجمهورية بتوقيعا من جورج بوش و كانت تستخدم لخلق الضعف في قواعد القادة المذهبيين في ايران . " .

ان جماعة جند الله بواسطة تمويل الولايات المتحدة الامريكية تمكنت من تنفيذ عدد من العمليات الدامية علي الاراضي الايرانية الذي ادعي بانها حصدت ارواح 165 من المواطنين الايرانيين التي كانت تشمل عدد من عناصر الشرطة و قادة قوات الحرس الثورية . في 14 ديسمبر عام 2010 تم تنفيذ عملية تفجير قنبلة في مدينة جابهار الجنوبية التي قتلت 39 من المواطنين الايرانيين الذين كانوا يشاركون في مراسيم تعزية الامام الحسين ( ع ) .

في العام الماضي شطب الاتحاد الاوروبي زمرة مجاهدي خلق الارهابية من قائمته للمنظمات الارهابية . عدد قليل من اعضاء الاتحاد الاوروبي من اصل 27 عضو ادانوا عملية تفجير جابهار . و شاهد العالم تناقضات واسعة النطاق في مواصفات الولايات المتحدة الامريكية و اوروبا المعتمدة في مجال حقوق االنسان و الارهاب .

دعونا أن نكون صادقين مع انفسنا و نتسائل من ضمائنا . كيف تمكنت الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوروبي ان يكونوا داعمين للعمليات الارهابية ؟ اليس ايران ضحية للارهاب العالمي ؟

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات